التي ينتج عنها نشر الرذائل في المجتمع بحيل شيطانية يهودية، أو نصرانية، فإذا أرادوا نشر شيء من تلك القبائح توسلوا إلى استحلاله بأنه سيكون وفق الضوابط الشرعية هكذا يزعمون وهم في الحقيقة يكذبون، ويخادعون، وتصرفاتهم ولحن أقوالهم تدل على أنه لا اعتبار للشرع عندهم ولا لضوابطه.
برهان ذلك: أنهم لا يرجعون إلى العلماء ولا يقبلون ما يفتون به، وهؤلاء المنافقون يعلمون أنه لا يمكنهم هدم الدين الذي ينتسبون إليه ظاهرًا ويعادونه باطنًا مباشرة كما يعلمون أن أكبر المعاول لهدمه هو هدم الأخلاق، فيسعون إلى هدمها، ويستخدمون في ذلك أكبر معاول الهدم وأشدها فتكًا وهي المرأة، بالسعي إلى الأخذ من خطط إبليس اللعين الذي يمدهم بتعاليمه الخبيثة وهي كشف العورات، قَالَ تَعَالَى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: 27]. لذلك فإني أوجه التحذير والإنذار إلى طائفتين:
الأولى: الطائفة التي سبق وصف حالهم، أن يتقوا الله فإنهم إنما يخادعون الله، والله خادعهم، وأنه لا ينفعهم التسمي باسم الإسلام، أو العيش بين ظهراني أهله، قَالَ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَاب (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور (14) فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا