فَإِن تَلِفَتْ نَفْسِي فَلِلَّهِ دَرُّهَا ... وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيبًا
وكان يقول: «قراءة الحديث خير من صلاة التطوع، وطلب العلم أفضل من صلاة النافلة». وكان يقول: «من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه». وقال: «وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ تَعَلَّمُوا هَذَا العِلْمَ، وَلَم يُنسَبْ إِلَيَّ مِنهُ شَيءٌ، فَأُؤجَرُ عَلَيهِ، وَلَا يَحمَدُونِي».
وقال أيضًا: إِذَا صَحَّ الحَدِيثُ فَهُوَ مَذهَبِي، وَإِذَا صَحَّ الحَدِيثُ فَاضْرِبُوا بِقَولِي الحَائِطَ.
وكان من العبَّاد الزهَّاد، قال الربيع بن سليمان: «كان الشافعي قد جزَّأ الليل، فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام، وكان يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة».
ومن أقواله العظيمة: «العلم ما نفع وليس العلم ما حفظ». وقال: «ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها؛ لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف العبادة». وقال: «لا يكمل الرجل إلا بأربع: بالديانة، والأمانة، والصيانة، والرزانة». وقال: «العاقل من عقله عقله عن كل مذموم». وقال: «من لم تعزه التقوى فلا عز له». وقال: «وما فزعت من الفقر قط، طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد».