قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ» (?).
قال الإمام النووي: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة، والسلامة (?) لا يعدلها شيء. اهـ
قال الشاعر:
إِنْ كَانَ يُعْجِبُكَ السُّكُوتُ فَإِنَّهُ
قَدْ كَانَ يُعجِبُ قَبْلَكَ الأَخْيَارَا
وَلَئِنْ نَدِمْتَ عَلَى سُكُوتِكَ مَرَّةً
فَلَقَدْ نَدِمْتَ عَلَى الكَلَامِ مِرَارًا
إِنَّ السُّكُوتَ سَلَامَةٌ وَلَرُبَّمَا
زَرَعَ الكَلَامُ عَدَاوَةً وَضِرَارًا
وَإِذَا تَقَرَّبَ خَاسِرٌ مِنْ خَاسِرٍ
زَادَا بِذَاكَ خَسَارَةً وَتَبَارًا
ثالثًا: أن هذه الأخبار التي تتناقل بين الناس ويحدث بعضهم بعضًا بها لا تسلم من الكذب والشائعات، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «كَفَى بِالمَرءِ كَذِبًا أَن يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» (?).
رابعًا: أن هذا قد يدخل في تتبع عورات المسلمين وزلاتهم،