قال الشاعر:

يا جَامِعَ المال في الدنيا لِوارثهِ ... هل أَنْت بالمَال بعد الموْت تَنْتَفعُ

لا تُمْسِك المال واسْتَرْضِ الإلَهَ بهِ ... فإنَّ حَسْبَك مِنه الريُّ والشَّبَعُ

وقوله: {حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ} قال ابن القيم: «وجعل الغاية زيارة المقابر دون الموت، إيذانًا بأنهم غير مستبقين ولا مستقرين في القبور، وأنهم بمنزلة الزائرين يحضرونها مرة ثم يظعنون عنها، كما كانوا في الدنيا كذلك زائرين لها غير مستقرين فيها. ودار القرار هي الجنة أو النار» (?).

وقوله: {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} أي: ما هكذا ينبغي أن يُلهيكم التكاثر عن طاعة الله، وسوف تعلمون عاقبة تشاغلكم بالتكاثر، وكرر الجملة هنا لزيادة التأكيد، كما قال بعض المفسِّرين.

قال ابن القيم: وقيل: ليسَ تأكيدًا؛ بل العلم الأول عند المعاينة ونزول الموت، والعلم الثاني في القبر، وهذا قول الحسن ومقاتل ورواه عطاء عن ابن عباس (?).

وقوله: {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ} أي لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة، ولكن عدم العلم الحقيقي صيركم إلى ما ترون.

وقوله: {لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ} هذا قسمٌ من الله تعالى بأَن عباده - مؤمنهم وكافرهم - سيشاهدون النار بأعينهم، ثم أكد هذا الخبر بأنه واقع لا محالة، وأَنّهم سيكونون متيقنين برؤية النار يقينًا لاشك فيه، ولكن الله ينجي المؤمنين منها، وقد جعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015