قال بعض السلف: أدركت أقوامًا لم تكن لهم عيوب، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس لهم عيوبًا، وأدركت أقوامًا كانت لهم عيوب، فكفوا عن عيوب الناس، فنسيت عيوبهم .. أو كما قال (?).

قال الشافعي رحمه الله:

يَا هَاتِكًا حُرَمَ الرِّجَالِ وَتَابِعًا ... طُرُقَ الفَسَادِ عِشْتَ غَيرَ مُكَرَّمِ

لَو كُنتَ حُرًّا مِن سُلَالَةِ مَاجِدٍ ... مَا كُنتَ هَتَّاكًا لِحُرمَةِ مُسْلِمِ

مَن يَزْنِ فِي قَومٍ بِأَلفَيْ دِرْهَمٍ ... فِي أَهْلِهِ يُزْنَى بِرُبُعِ الدِّرْهَمِ

إِنَّ الزِّنَا دَيْنٌ فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ ... كَانَ الوَفَا مِنْ أَهلِ بَيتِكَ فَاعْلَمِ

ومن شرب الخمر في الدنيا حُرمها في الآخرة، روى الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ» (?).

ومن عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ هِشَامِ بنِ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا» (?).

ومن الوقائع التي تبين أن الجزاء كان من جنس العمل، ما بشر به النبي صلى اللهُ عليه وسلم زوجته خديجة أم المؤمنين رضي اللهُ عنها، فقد روى البخاري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015