الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:
فإن النميمة من الذنوب العظيمة التي حذر الله ورسوله منها، وهي مرض عضال، وداء خبيث، يفسد في المجتمعات ويورث العداوة والبغضاء فيها، قَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِين (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيم (11)} [القلم: 10 - 11].
قال ابن كثير: {مَّشَّاء بِنَمِيم}: الذي يمشي بين الناس وَيُحَرِّشُ بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين، وهي الحالقة (?).
والنميمة كما بيَّنها النبي صلى اللهُ عليه وسلم هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ (?) هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» (?).