ملكه، ولهذا قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38].

والعقلاء يقرون جميعًا بأن هذا الخلق له خالق مدبر وأن فرعون لم يخلق شيئًا ولم يدبر شيئًا، فالذي حمله على ذلك الكبر والإبقاء على ملكه، ومثل ما حصل مع إبليس لعنه الله عندما أمره الله بالسجود لآدم رفض كبرًا وحسدًا لآدم، قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين (34)} [البقرة: 34].

النوع الثالث: كفر الشك والظن: بأن يكون شاكًّا فيما جاءت به الرسل ويظن أنهم على غير حق، وذلك كما في قصة الرجلين، فحكى الله عن أحدهما أنه قال: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} [الكهف: 36]. ثم حكى الله رد الآخر عليه وهو يحاوره قال: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} [الكهف: 37].

النوع الرابع: كفر الإعراض: والمراد به الإعراض عن تعلم أصل الدين الذي لا يكون المرء مسلمًا حتى يتعلمه ويعمل به، قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون (22)} [السجدة: 22]. وقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُون} [الأحقاف: 3]. فسمَّاهم كافرين لإعراضهم عما أُنذِرُوا به.

النوع الخامس: كفر النفاق، والمقصود الاعتقادي، وهو على ستة أنواع:

تكذيب الرسول صلى اللهُ عليه وسلم، أو تكذيب بعض ما جاء به، أو بغض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015