الشاهد أن الذي أعاد الوضوء والصلاة عمل عملاً أكثر من صاحبه الذي لم يُعِدْ واقتصر على صلاة واحدة، ومع ذلك كان أعظم أجراً بإصابته السنة.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن من مداخل الشيطان على المؤمن إشغاله بالمفضول على الفاضل، بمعنى أن هناك أعمالاً صالحة أجرها عظيم فيشغله بأعمال صالحة أخرى أقل أجراً من الأولى.

ومن الفقه في الدين معرفة الفاضل وتقديمه على المفضول، ومن ذلك ورود عملان صالحان في وقت واحد، فمن الفقه تقديم ما يفوت وقته أو حاله على ما لا يفوت، وذلك كمن سمع الأذان وهو يقرأ القرآن فمن الفقه في الدين تقديم متابعة الأذان على القراءة لأن الأذان يفوت وقته، وقراءة القرآن يمكن تداركها.

ومن ذلك تقديم ما نفعه مُتَعَدٍّ إلى الغير على ما نفعه قاصر على صاحبه، كتعليم العلم وتفضيله على العبادة، وفي الحديث: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ» (?)، وقوله صلى اللهُ عليه وسلم: «فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ» (?).

ومن الفقه في الدين تقديم ما هو أساس لغيره وغيره يُبنى عليه، كتقديم طلب العلم على نوافل الصلاة والصيام وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015