وفي رواية أخرى للبخاري: وَهَلْ أَعْمَدُ (?) مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ (?).
وقال أيضاً لابنِ مَسعُودٍ: لَقَدِ ارتَقَيْتَ مُرْتَقًى صَعْباً يَا رُوَيْعِيَّ الغَنَمِ، وَسَأَلَ قَائِلاً: لِمَنِ الدَّائِرَةُ اليَومَ؟ قَالَ ابنُ مَسعُودٍ: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (?).
ومن المشاهد والأحداث: قتل رأس الكفر أمية بن خلف: قُتل أمية بن خلف السيد المطاع على يد بلال الحبشي الذي طالما عذبه بمكة، تلك الأنات التي يطلقها بلال: أَحَدٌ، أَحَد، لم تذهب سدًى، إنها سياط في وجه الظلم الكالح في كل زمان ومكان، ويثأر بلال، ولكن الثأر لم يكن لنفسه، وإنما هو للحق الذي يحمله بين جنبيه، وينتهي العدوان، ويرى أهله مصيرهم، والعاقبة للمتقين. رحم الله بلالاً، فقد أعطى القدوة مرتين:
الأولى: لتحمله العذاب والقهر في دين الله، فكان أقوى من الحديد، وأشد من الفولاذ.
الثانية: إذاقته لأعداء الله كأس المَنِيَّةِ من يده، ليثبت للدنيا كلها، وللتاريخ البشري انتصار الحق والإيمان على الكفر والعدوان (?).
قال الشاعر:
هَنِيئاً زَادَكَ الرَّحمَنُ خَيْراً ... لَقَدْ أَدْرَكْتَ ثَارَكَ يَا بِلَالُ