الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فحديثنا في هذا اليوم عن مجالس الصحابة، وكيف حالهم إذا التقى بعضهم ببعض، فقد كانوا يتذاكرون الصيام، والقيام، وقراءة القرآن، وغيرها من الأعمال الصالحات.
ولننظر إلى أحوالنا وأحوالهم، فإذا التقى بعضنا ببعض فإن الحديث يكون عن أمور الدنيا، أما أولئك القوم فإن قلوبهم كانت متعلقة بالآخرة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
قال الله تعالى: {وَالْعَصْر (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر (3)} [العصر: 1 - 3]. روى الطبراني في الأوسط من طريق عبيد الله بن حصن قال: كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلَّا عَلَى أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ سُورَةَ الْعَصرِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ (?)،