أصحاب النبي صلى اللهُ عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه ما منهم من أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل (?)، قال أبو الدرداء: لئن أستيقن أن الله تَقَبَّلَ مني صلاةً واحدةً أَحَبُّ إِلَيَّ من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين} [المائدة: 27]» (?).

قال علي رضي اللهُ عنه: «كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا لقول الله تعالى: ». قال ابن عطية: «المراد بالتقوى: اتقاء الشرك بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة». وأما المتقي للشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول، والختم بالرحمة عُلم ذلك بأخبار الله تعالى (?).

قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: 2]. قال الفضيل بن عياض: «{أَحْسَنُ عَمَلاً}: أخلصه وأصوبه، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة» (?).

قال أهل العلم: إن العمل لا يُقبل إلا بشرطين:

الأول: أن يكون العمل موافقاً لما شرعه الله في كتابه، أو بَيَّنَهُ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي اللهُ عنها أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015