وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «التَّقوَى: الخَوفُ مِنَ الجَلِيلِ، وَالعَمَلُ بِالتَّنزِيلِ، وَالقَنَاعَةُ بِالقَلِيلِ، وَالاِستِعدَادُ لِيَومِ الرَّحِيلِ».

وكتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه فكتب إليه: قد رفعت حوائجي إلى مولاي، فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عني قنعت (?).

وقيل لبعض الحكماء: ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك.

قال الشاعر:

خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاكَ وَارْضَ بِهَا ... لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ رَاحَةُ البَدَن

وَانْظُر لِمَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ... هَل رَاحَ مِنْهَا بِغَيرِ القُطْنِ وَالكَفَن

وقال آخر:

وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ

وقال آخر:

إِنَّ الغِنَيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفْسِهِ ... وَلَو أَنَّهُ عَارِي المَنَاكِبِ حَاف

مَا كُلُّ مَا فَوقَ البَسِيطة كَافِيًا ... فَإِذَا قَنِعْتَ فَكُلُّّ شَيْءٍ كَاف

قال الغزالي رحمه الله كان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل، ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد (?).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015