الكلمة الخامسة: تأملات في قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فإن الله أنزل هذا القرآن العظيم لتدبره والعمل به، فقال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوا أَجْرٌ عَظِيم (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين (175)} [آل عمران: 172 - 175].

قال أهل السير: بعدما انتهت معركة أُحد وحصل ما حصل من الابتلاء والتمحيص وقتل سبعون من أصحاب النبي صلى اللهُ عليه وسلم وكسرت رباعيته، وشُج رأسه، وسال الدم على وجهه، رجع المشركون من أُحد، قال أبو سفيان: لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، بئس ما صنعتم ارجعوا، فسمع رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم بذلك، فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015