«إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِق، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: {هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِين (18)} [هود]» (?).
ومن آثار الإيمان بهذا الحدث الغيبي العظيم:
أولاً: أن المؤمن إذا علم أنه سيقف بين يدي اللَّه ويحاسب حساباً دقيقاً استعد للقاء اللَّه وحاسب نفسه في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُون (1)} [الأنبياء]. قال عمر رضي اللهُ عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا وتهيؤوا للعرض الأكبر على اللَّه».
ثانياً: قدرة اللَّه العظيمة فهو يحاسب الخلائق جميعاً الجن والإنس مليارات البشر كل يحاسبه بنفسه، قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون (93)} [الحجر].
ثالثاً: إن هذا الحساب دقيق، فيسأل العبد عن شركه وكفره، وعن الأنداد والشركاء الذين اتخذهم من دون اللَّه أولياء، قال تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُون (92) مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُون (93)} [الشعراء]. وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ