النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» (?).

ومن المؤمنين من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب، روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى أمته ومعهم سَبعُونَ أَلفاً يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، وَهُم الَّذِينَ لَا يَستَرقُونَ وَلَا يَكتَوُونَ وَلَا يَتَطَيَّروُنَ وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ (?).

والحساب على مواقف منها:

عرض الأعمال على العباد، قال تعالى: {يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّر (13)} [القيامة]. وقال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: 30].

ومنها أن يُعطى العبد كتابه ويُقال له: حاسب نفسك، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَا كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]. المقصود من الآية أن عمل ابن آدم محفوظ عليه قليله وكثيره، ويكتب عليه ليلاً ونهاراً، وصباحاً ومساءً، ثم يجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة إما بيمينه إن كان سعيداً، أو بشماله إن كان شقياً، فيه جميع عمله من أول عمره إلى آخره، ثم يُقال له: اقرأ كتابك بنفسك لكي تعلم أنك لم تُظلم ولم يُكتب عليك إلا ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015