أي: مجيب الدعاء ومنه قول المصلي: سمع اللَّه لمن حمده، أي: أجاب اللَّه حمد من حمده ودعاء من دعاه كما قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ» (?) وفي رواية: «يَسمَعِ اللَّهُ لَكُم» (?) أي: يُجِبكُم، فالسماع هنا بمعنى الإجابة والقبول، وفي الحديث الذي رواه الترمذي في سننه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن دُعَاءٍ لَا يُسمَع» (?).
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
أولاً: إثبات صفة السمع له سبحانه كما وصف اللَّه نفسه بذلك قال تعالى: {سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَار (10)} [الرعد]. وقال تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير (1)} [الإسراء]. وإن سألت عن سمعه فهو السميع الذي قد كمل في سمعه فاستوى في سمعه سر القول وجهره وسع سمعه الأصوات فلا تختلف عليه أصوات الخلق، ولا تشتبه عليه ولا يشغله منها سمع عن سمع ولا تُغَلِّطُه المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين على الدوام، يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات بل هي عنده كلها كصوت واحد كما أن خلق الخلق جميعهم وبعثهم عنده بمنزلة نفس واحدة (?). قال ابن القيم رحمه الله: