قال الشاعر:
ولا تكُ بالأعمال يومًا مُرائيًا ... فإِن الرِّيا شِرك بنص الدلائل
فَوَيلٌ لِمن قَد كان يعمَلُ بِالرِّيا ... بطاعته للَّه ليس بعامِل
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث محمود بن لبيد - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ». قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟ » (?).
يعني أنه يبطل أعمال المرائين، وأنه يُحيلَهم على الذين راءوهم في الدنيا فيُقال: انظروا: هل يثيبونكم، أي: أُولئك الذين تزينتم عندهم ورائيتموهم في الدنيا؟
هل تجدون عندهم ثوابًا؟
هل تجدون عنهم جزاءً على أعمالكم؟ ! (?).
وللَّه در القائل:
وكل امرِيءٍ يومًا سيُعرف سَعْيُهُ ... إذا حُصِّلت عند الإلهِ الحصائلُ
وقد يتهاون بعض الناس بهذا النوع لتسميته شركًا أصغر، وهو إنما سُمي أصغر بالنسبة للشرك الأكبر، وإلا فهو أكبر من جميع الكبائر، ولذلك قال العلماء:
1 - إن الشرك الأصغر إذا دخل عملاً فسد ذلك العمل وحبط.
2 - إن الشرك الأصغر لا يغفر لصاحبه، وليس فاعله تحت