فمن أطاع غير الله تعالى في تحريم الحلال، أو تحليل الحرام واتخذ ذلك دينًا وشرعًا، فقد أشرك بالله.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، فقد اتخذهم أربابًا من دون الله» (?).

ومنها شرك المحبة، ودليله قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ} [البقرة: 165].

قال ابن كثير: «يذكر تعالى حال المشركين به في الدُّنيا ومآلهم في الآخرة، حيث جعلوا له أندادًا، أي أمثالاً ونظراء يعبدونهم معه، ويحبونهم كحب الله، وهو الله لا إله إلا هو، لا ضِدَّ له ولا نِدَّ» (?).

أما الشرك الأصغر فهو الذي لا يخرج صاحبه من الملة، ولكنه ينقص من توحيده، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وينقسم إلى قسمين: شرك ظاهر، وشرك خفي.

أما الظاهر فهو يختص بالأعمال والأقوال الظاهرة، أما الألفاظ الظاهرة فمثل الحلف بغير الله وقول: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان؛ فلا يجوز لأحد أن يساوي غير الله به سبحانه؛ بل يقول: ما شاء الله، ثم فلان، ولولا الله ثم فلان وهكذا.

أما الأفعال: فهي كثيرة جدًّا، مثل تعليق التمائم خوفًا من العين، أو لبس الحلقة أو الخيط لرفع البلاء أو دفعه، هذا مع اعتقاده أنها سبب لرفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015