روى أبو داود في سننه من حديث أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ... وَلاَ يَقُصُّهَا إِلاَّ عَلَى وَادٍّ (?) أَوْ ذِي رَايٍ» (?).
ومن فوائد ذلك: ألا تعبر الرؤيا تعبيرًا خاطئًا، أو بما يحزن صاحبها.
وأما الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس فيما يتعلَّق بالرؤيا: فنذكر من ذلك ثلاثة أخطاء مهمة.
أولاً: الكذب في الرؤيا بأن يدَّعي أنه رأى كذا وكذا ولم ير ذلك؛ روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ، كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ» (?).
ثانيًا: اعتماد بعض الجهال من الصوفية وغيرهم على الرؤيا في الأحكام الشرعية من تحليل حرام، أو تحريم حلال ونحو ذلك؛ وليس من ذلك أن يعمل العبد عملًا صالحًا فيرى ما يبشره بقبوله أو نفعه.
ثالثًا: ليس كل من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه يكون رآه حقًا حتى يراه على صورته الحقيقية التي كان عليها - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كان ابن سيرين رحمه الله إذا قال له أحد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول له: صف لي الذي رأيت؛ فإن وصفه بصفته الحقيقية قال له: «رَأَيتَ».
ومن الأمثلة للرؤيا الصالحة: رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من المبشرات لمن رآه؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ رَأَىنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَأَىنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِي» (?).