الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فإن الدين الإسلامي دين عام وشامل يشمل جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها من أمور الدنيا وأمور الآخرة وهذا المفهوم لا يأخذ به ولا يمتثل له إلا المؤمنون الذين خاطبهم اللَّه تعالى بذلك بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين (208)} [البقرة]. قال ابن كثير رحمه الله: «يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك» (?). اهـ. ولهذا فإن أهل الكتابين اليهود والنصارى لما أخذوا بكتابهم ودينهم وشرعهم في بعض الجوانب ولم يأخذوا بذلك في جميع نواحي الحياة لم يكونوا مؤمنين وسماهم اللَّه كفاراً وحكم عليهم بذلك فقال: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ