وكان النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يمتنع عن الصلاة على الميت المدين في بداية الإسلام لعظم شأن الدين، فلما فتح اللَّه عليه الفتوح وكثرت الأموال صلى على من مات مديوناً وقضى عنه دينه.
والمؤمن نفسه معلقه بدينه حتى يُقضى عنه. روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» (?).
قال الشوكاني: فيه الحث للورثة على قضاء دين الميت والإخبار لهم بأن نفسه معلقة بدينه حتى يُقضى عنه وهذا مقيد بمن له مال يقضى منه دينه، وأما من لا مال له ومات عازماً على القضاء فقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن اللَّه يقضي عنه (?).
والمؤمن قد يحبس عن الجنة بدينه: روى أبو داود في سننه من حديث سمرة قال: خطبنا رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ». فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ: «هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ». فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ: «هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِى فُلاَنٍ». فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي فِى الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكُمْ إِلاَّ خَيْرًا إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَاسُورٌ بِدَيْنِهِ». فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَدَّى عَنْهُ حَتَّى مَا بَقِىَ أَحَدٌ يَطْلُبُهُ بِشَيْءٍ (?). وفي رواية: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي