الإدراك والفهم (?).

ثانيًا: ليس كل من ادَّعى العقل يعتبر عاقلاً، فقد يدَّعيه من هو سفيه أو أحمق، فالعاقل - كما تقدَّم -: من ترفَّع عن السفاهات والمعاصي وخوارم المروءة كلها، وسَما بنفسه إلى الطاعات ومكارم الأخلاق.

قال ابن حبان - بعد ما ذكر أقوال العلماء في تعريف المروءة -: والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره اللَّه والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب اللَّه والمسلمون من الخصال، واستعمالهما هو العقل نفسه، وقد ورد في الأثر: إن مروءة المرء عقله (?).

ثالثًا: قد يكون الإنسان ذكيًّا، ولكنه ليس بعاقل؛ فالذكاء: هو سرعة البديهة والفهم، والعقل: ما حجز الإنسان عن فعل ما لا ينبغي.

رابعًا: العقل نوعان؛ قال الشيخ ابن عثيمين: العقل هو مناط التكليف، وهو إدراك الأشياء وفهمها، وهو الذي تكلَّم عليه الفقهاء في العبادات والمعاملات وغيرها، وعقل الرشد: وهو أن يحسن الإنسان التصرف، وسمَّى إحسان التصرف عقلاً؛ لأن الإنسان عقل تصرفه بما ينفعه (?).

قال تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (73)} [البقرة]. وقال تعالى: {أَتَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015