الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي، مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا» فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَ يَاتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَانُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَلا يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ! فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ (?)، وَقَالَ: «أَينَ هَذَا السَّائِلُ؟ » - وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ - فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يَاتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ (?)، إِلا آكِلَةَ الْخَضِرِ (?)، فَإِنَّهَا أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا (?)، اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ (?)، وَبَالَتْ،