أَن يكون عنْدك وَدِيعَة قَالَ فَوَقع ذَلِك فَعرفت النَّاصِر وأريته الورقة وفيهَا أَنِّي بِعْت ملكا وأخاف أَن يسرق ثمنه وَقد أرصدته لِلْحَجِّ وَأُرِيد أَن يكون وَدِيعَة عنْدك فَإِنَّهُ أحرز لَهُ قَالَ فَقَالَ لي النَّاصِر اقلب الورقة واكتب فى ظهرهَا يَا عَلَاء الدّين نَحن مَا نصرف شرف الدّين ابْن فضل الله وَإِن صرفناه فَمَا نولي إِلَّا عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فوفر عَلَيْك ذهبك ينفعك قَالَ فَفعلت قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار البلغاء وبيته مجمع الأدباء نسخ عدَّة كتب وَكَانَ دينا نبيلا ولشعراء الْعَصْر فِي عَلَاء الدّين هَذَا غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَابْن نباتة وَغَيرهمَا وَكَانَ جوادا مفضالا قل إِن اجْتمعت صِفَاته فِي غَيره وَله نظم وسط ونثر حسن وَهُوَ صَاحب رِسَالَة مراتع الغزلان والمفاخرة بَين السَّيْف وَالرمْح وَغير ذَلِك وَمن شعره لما رتبت جوامكهم على شطنوف

(يَا أَمِير لَهُ من الْجُود بَحر ... فَهُوَ جَار لنا بِغَيْر وقُوف)

(قد غرقنا فِي بحرهم وغم ... وطلعنا بِذَاكَ من شطنوف)

وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 707

طور بواسطة نورين ميديا © 2015