فَبَعثه النَّاصِر حسن رَسُولا إِلَى الْحَبَشَة وَهُوَ مكره على ذَلِك فوصل إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 762 وَكَانَ ماهرا فى الأحاجى والألغاز وَحل المترجم والأوفاق وَالْكَلَام على الْحُرُوف وخواصها حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ ضمير عَن شَيْء يَكْتُبهُ السَّائِل بِخَطِّهِ فيكتبه هُوَ حروفا مُنْقَطِعَة ثمَّ يكسر تِلْكَ الْحُرُوف فَيخرج الْجَواب عَن ذَلِك الضَّمِير شعرًا لَيْسَ مِنْهُ حرف وَاحِد خَارِجا عَن حُرُوف الضَّمِير وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول والقراآت وَالتَّفْسِير والحساب وَيتَكَلَّم فِي جَمِيع ذَلِك مجدا من ذهن حاد وقاد وَله نظم وسط كثير التعسف والتكلف أجوده مَقْبُول فَمِنْهُ قَوْله
(صد عني فَلَا تلم يَا عذولي ... لست أسلو هَوَاهُ حَتَّى الْمَمَات)
(لَا تقل قد أسا فَفِي الْوَجْه مِنْهُ ... حَسَنَات يذْهبن بالسيئات)
وَله من التصانيف وَهِي كَثِيرَة جدا النسمات الفائحة فِي آيَات الْفَاتِحَة وإشراق النَّفس فِي الجدلات الْخمس الْآثَار الرائعة فِي أسرار الْوَاقِعَة كنز الدُّرَر فِي حُرُوف أَوَائِل السُّور سبر الصّرْف فِي سر الْحَرْف غَايَة