تَاج الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ولد سنة 727 وَأَجَازَ لَهُ ابْن الشّحْنَة وَيُونُس الدبوسي واسمع على يحيى ابْن الْمصْرِيّ وَعبد المحسن الصَّابُونِي وَابْن سيد النَّاس وَصَالح بن مُخْتَار وَعبد الْقَادِر ابْن الْمُلُوك وَغَيرهم ثمَّ قدم مَعَ وَالِده دمشق سنة 39 فَسمع بهَا من زَيْنَب بنت الْكَمَال وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمزي ولازم الذَّهَبِيّ وَتخرج بتقي الدّين ابْن رَافع وأمعن فِي طلب الحَدِيث وَكتب الْأَجْزَاء والطباق مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال بالفقه وَالْأُصُول والعربية حَتَّى مهر وَهُوَ شَاب وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة حدث بهَا وأجاد فِي الْخط وَالنّظم والنثر وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ وَعمل فِي الْفِقْه التوشيح والترشيح ولخص فِي الْأُصُول جمع الْجَوَامِع وَعمل عَلَيْهِ منع الْمَوَانِع وَعمل الْقَوَاعِد الْمُشْتَملَة على الاشباه والنظائر وَكَانَ ذَا بلاغة وطلاوة اللِّسَان عَارِفًا بالأمور وانتشرت تصانيفه فِي حَيَاته ورزق فِيهَا السعد وَعمل الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى وَكَانَ جيد البديهة طلق اللِّسَان أذن لَهُ ابْن النَّقِيب بالإفتاء والتدريس ودرس فِي غَالب مدارس دمشق وناب عَن أَبِيه فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِهِ بِاخْتِيَار أَبِيه وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية بِتَعْيِين أَبِيه وَولي توقيع الدست فِي سنة 754 وَولي خطابة الْجَامِع وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْقَضَاء والمناصب بِالشَّام وَحصل لَهُ بِسَبَب الْقَضَاء محنة شَدِيدَة مرّة