الرؤساء فَوَجَدَهُ قد أُغمي عَلَيْهِ فَلَمَّا آفَاق قَالَ لَهُ كَيفَ تجدك فَأَنْشد (هذي الجفون وَإِنَّمَا أَيْن الْكرَى ... مِنْهَا وَهَذَا الْجِسْم أَيْن الرّوح)
قلت وَهَذَا من قصيدة قَالَ يَعْقُوب بن أَحْمد بن الصَّابُونِي أنشدنا لنَفسِهِ (لَوْلَا بروق بالعذيب تلوح ... مَا كَانَ قلبِي يغتدي وَيروح)
(قسما بأيام مَضَت بطويلع ... إِذْ ضمني وهم النقا والشيح) (لاحلت عَن عهدي الْقَدِيم وَرُبمَا ... جددت عهدا وَالْقَدِيم صَحِيح) (يَا سائلي عني وَعَن حَالي أَنا ... رجل بِمَدِينَة هجرهم مَذْبُوح) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ موالياً
(لم تدعى الذَّوْق والوجدان وَالْأَحْوَال ... وَأَنت خَال من الْإِخْلَاص فِي الْأَعْمَال)
(ارْجع لجسمك فسم الْبَين لَك قتال ... ترمى حجر مَا يشيله خَمْسمِائَة عتال)
وَقد أَخذ عَنهُ عبد الْغفار القوصي وَأكْثر النَّقْل عَنهُ فِي كِتَابه الوحيد وَابْن الصَّابُونِي الأقصري وَأَبُو الْحسن الوثابي وَذكر الْكَمَال جَعْفَر شَيْئا من قصيدته النونية الَّتِي سَمَّاهَا اليعسوبة وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة 703 وَقد أكمل مائَة وَعشْرين سنة كَذَا قَالَ وَقد وجدت أَن مولده سنة 607 فَيكون عَاشَ سِتا وَتِسْعين سنة فَقَط