خرجته لَهُ عَن أَكثر من سِتّمائَة نفس وَخرجت لَهُ الْمِائَة العشارية وَالْأَرْبَعِينَ التالية لَهَا وعني بالقراآت فَأخذ عَن الْبُرْهَان الجعبري وَابْن بصخان والرقي والمرادي وَأبي حَيَّان والوادي آشي والحكري وَابْن السراج وعني بالفقه فتفقه على الْبَارِزِيّ بحماة وَابْن النَّقِيب بحلب وَابْن القماح بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهم وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء والإقراء وَأَخْبرنِي من لَفظه أَن الذَّهَبِيّ شَيْخه سمع عَلَيْهِ جُزْءا فَكنت أتعجب من ذَلِك إِلَى أَن وقفت على الأَصْل فِي كتب القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة وَهُوَ تَلْخِيص الْأَرْبَعين المتباينة للْقَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة قَرَأَهَا الْبُرْهَان على شَيخنَا الْبُرْهَان فَسَمعَهَا الذَّهَبِيّ وَغَيره بِسَمَاع شَيخنَا من الْعِزّ ثمَّ وجدت فِي كتاب سير النبلاء للذهبي فِي تَرْجَمَة أبي الْعَبَّاس العشاب الْمرَادِي قَالَ الذَّهَبِيّ أَخْبرنِي ابْن علوان عَنهُ فَذكر شَيْئا وَابْن علوان هَذَا هُوَ برهَان الدّين وَتفرد شَيخنَا بِكَثِير من مسموعاته وَصَارَ شيخ الديار المصرية فِي القراآت والإسناد وَكَانَ قد أَصَابَته عِلّة ثقل مِنْهَا لِسَانه ثمَّ ذهب بَصَره فَصَارَ يعرف بالبرهان الشَّامي الضَّرِير وَكَانَ عسراً فِي التحديث فسهله الله لى إِلَى أَن أخذت عَنهُ الْكثير من الْكتب الْكِبَار والأجزاء ولازمته مُدَّة طَوِيلَة وتعرفت بركَة دُعَائِهِ وَمَات وَأَنا بالحجاز فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة وَلم أخرج لَهُ فِي المعجم عَن التقي سُلَيْمَان