والجهمية: لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء، ومتى شاء، ولا نقول: إنه كان لا يتكلم حتى خلقه ; ولا نقول: إنه قد كان لا يعلم، حتى خلق علما يعلم، ولا نقول: إنه قد كان ولا قدرة، حتى خلق لنفسه قدرة، ولا نقول: إنه قد كان ولا نور له، حتى خلق لنفسه نورا، ولا نقول: إنه قد كان ولا عظمة، حتى خلق لنفسه عظمة، انتهى كلامه.

وهذا الذي قاله إمام السنة والجماعة هو الصواب الذي لا يجوز غيره، والقرآن تكلم به سبحانه بمشيئته وقدرته، وذلك أن أهل السنة والجماعة يثبتون الأفعال الاختيارية، من الكلام وغيره من الصفات، كما أنه سبحانه كلم موسى بمشيئته وقدرته ; ويكلم من شاء من خلقه بمشيئته وقدرته، إذا شاء، ومتى شاء، بلا كيف. والله أعلم.

المسألة الثانية: أن الإمام الغزالي من أئمة السنة، ومن أكابر المصنفين، وصنف إحياء علوم الدين، فهل تنقمون على هذا الكتاب شيئا مخالفا لما جاء به الكتاب؟ الجواب: أبو حامد، رحمه الله، كما قال فيه بعض أئمة الإسلام: تجد أبا حامد، مع ما له من العلم، والفقه، والتصوف، والكلام، والأصول، وغير ذلك، ومع الزهد، والعبادة، وحسن القصد، وتبحره في العلوم الإسلامية، يذكر في كتاب الأربعين ونحوه، ككتاب: "المظنون به على غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015