وربما جاء جبريل في صورة رجل غريب، يسأل عن الدين، وأمارات الساعة؛ فيستفيدون من الجواب عليه، وينقلون العلم إلى من وراءهم. وفي الحديث: "نضّر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها، وأداها كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع" 1.
ومن هناك كانت البعوث والسرايا، ودعاة الإسلام ورسله، تبعث قبل الشام واليمن ونجد، وإلى القرى القريبة والبعيدة؛ فقد كان أبو موسى ومعاذ، يذهبان إلى اليمن معلمين، ولهما ولأمثالهما يقول صلى الله عليه وسلم: "بشِّروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا" 2.
وأبو عبيدة المالي يذهب إلى نجران، والبحرين، ويأتي بأموال الجزية والخراج؛ ومثله عبد الله بن رواحة يأخذ ما وقت عليه المساقاة في خيبر مع اليهود.
وخالد وعمرو بن العاص، والمهاجرون أبو عبيدة، والعلاء بن الحضرمي، وزيد بن حارثة، وإخوانهم كثيرون، يخرجون من المسجد مدربين تدريبا عسكريا، صالحين للقيادة وإمارة الجيش.
والخلفاء الراشدون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف، يجلسون للتعليم، والشورى والإصلاح، والقضاء والفتيا، وتنظيم بيت المال، واستقبال الوفود، وكتابة الرسائل.
وفي الحرم المكي يجلس ابن عباس وابن عمر رضي الله