واعلم أن من ذبح لغير الله، من جني أو قبر، فكما لو سجد له; وقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، قال: " لعن الله من ذبح لغير الله "1.
ومن أنواع العبادة: الدعاء؛ كما كان المؤمنون، يدعون الله وحده، ليلا ونهارا، في الشدة والرخاء، لا يشك أحد، أن هذا من أنواع العبادة، فتفكر" رحمك الله" فيما حدث في الناس اليوم، من دعاء غير الله في الشدة والرخاء; هذا يريد سفرا، فيأتي عند قبر أو غيره، فيدخل عليه بما له، عمن ينهبه، وهذا تلحقه الشدة، في البر، أو البحر، فيستغيث بعبد القادر، أو شمسان، أو نبي من الأنبياء، أو ولي من الأولياء، أن ينجيه من هذه الشدة.
فيقال لهذا الجاهل: إن كنت تعرف أن الإله هو: المعبود، وتعرف أن الدعاء من العبادة، فكيف تدعو مخلوقا، ميتا، عاجزا؟! وتترك الحي، القيوم، الحاضر، الرؤوف، الرحيم، القدير؟! فقد يقول" هذا المشرك": إن الأمر بيد الله، ولكن هذا العبد الصالح يشفع لي عند الله، وتنفعني شفاعته وجاهه; ويظن أن ذلك يسلمه من الشرك.
فيقال لهذا الجاهل: المشركون عباد الأصنام، الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وغنم أموالهم وأبناءهم ونساءهم، كلهم يعتقدون أن الله هو النافع، الضار، الذي يدبر الأمر، وإنما أرادوا ما أردت من الشفاعة عند الله، كما قال