وهذه الأشياء وأضعافها، وأضعاف أضعافها ظاهرة في أسواقكم من غير استتار، أتنكرون وتقولون: إنها ليست ظاهرة، فليس الخبر كالعيان؟ أم تقرون وتقولون: لا قدرة لنا؟ كلا والله إن لكم السلطة التامة، والقدرة النافذة، التي لم تكن لغيركم.
ولكن احذروا عقوبة الله وتغييره، فإنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا غير العباد غير عليهم، جزاء وفاقا. فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم ترحمون، وقوموا لله مثنى وفرادى بقوة وثبات، وليأخذ بعضكم على يد بعض، حتى يرجع الأمر إلى نصابه، ويكون على السداد والصواب، لتفوزوا غدا بثوابه، وتأمنوا من نقمته وعقابه.
وعلى سامع هذه الكلمة أن يلقي إليها السمع وهو شهيد، وينظر بطرفه إلى الواقع، حتى يتبين له أن ما قلته ليس فيه مجازفة، ولا خروج عن الحالة التي نحن عليها، وأن الهدف والمطلوب، هو: إصلاح حالتنا الراهنة، ومعالجتها مادام العلاج يفيد، قبل أن يحال بيننا وبين ما نحاول ونريد.
والله المسؤول المرجو الإجابة أن يصلح أئمتنا وعلماءنا وقضاتنا، وأن يجعلهم لأهل الخير أئمة وقادة، وأن يجعل لهم العمل بذلك سجية وعادة، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته.