بما أنزل الله عز وجل إلا جعل الله بأسهم بينهم.
وفي المسند والسنن من حديث عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من كان قبلكم إذا عمل العامل منهم بالخطيئة، جاءه الناهي تعذيرا، فإذا كان الغد جالسه، وواكله وشاربه، كأنه لم يره على خطيئة بالأمس.
فلما رأى الله عز وجل ذلك منهم، ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على ألسنة أنبيائهم، داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم.
وذكر ابن أبي الدنيا عن إبراهيم ابن عمرو الصنعاني قال: أوحى الله إلى يوشع بن نون: إني مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم، قال: يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم.
وذكر أبو عمر بن عبد البر، قال: بعث الله عز وجل ملكين إلى قرية: أن دمراها بما فيها، فوجدا فيها رجلا قائما يصلي في مسجد; فقالا: يا رب إن فيها فلانا يصلي; فقال الله: دمراها ودمراه معهم، فإنه ما تمعر وجهه في قط.