عبادتها تجب.
فأتى جدة فاستثارها، ثم حملها. فلما حضر الحج، دعا العرب إلى عبادتها، فأجابوه، ففرقها في كل قبيلة واحد، فلم تزل تعبد حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها، وقال: " رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه في النار "1، وكان أول من سيب السوائب، وغير دين إبراهيم، ونصب الأوثان، وكان أهل الجاهلية إذ ذاك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، مثل تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، وإهداء البدن; وكانت نزار تقول في إهلالها: لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك.
ومن أقدم أصنامهم: مناة على ساحل البحر، بقديد بين مكة والمدينة، ولم يكن أحد أشد تعظيما له من الأوس والخزرج; فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فهدمها عام الفتح. ثم اتخذوا اللات بالطائف، وكان أصله رجلا صالحا يلت السويق للحاج، فمات فعكفوا على قبره; فلما أسلمت ثقيف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها. ثم اتخذوا العزى، وكانت بوادي نخلة، وبنوا عليها بيتا، وكانوا يسمعون منه الصوت، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث خالد بن الوليد فأتاها، فعضدها وكانت ثلاث سمرات، فلما عضد الثالثة: إذ هو بجنية، نافشة شعرها، فقال خالد،
يا عزى كفرانك لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة.