مصالح آخرته، وينقذه من مضارها.

وصديق الإنسان، هو من يسعى في عمار آخرته، وإن أدى ذلك إلى نقصان دنياه، فإنما كان إبليس عدوا لنا لهذا; وكانت الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - أولياء للمؤمنين، لسعيهم في مصالح آخرته، وهدايتهم إليها.

ومن ذلك: المحافظة على الصلوات الخمس، فإن الله ذمّ من لم يؤدها بأوقاتها، ويقوم بها في جماعة; ويجب تأديب من عرف بالكسل والتخلف عنها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد همّ بإحراق بيوت المتخلفين عن الصلاة في جماعة، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار 1.

وقال صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء ولم يجب، فلا صلاة له 2. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية 3، وإن ذئب الإنسان الشيطان، إذا خلا به أكله.

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: لو أنكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015