فإن قيل: كل الناس يقولونها، قيل: منهم من يقولها ويحسب معناها، أنه لا يخلق إلا الله، ولا يرزق إلا الله، وأشباه ذلك; ومنهم من لا يفهم معناها ومنهم من لا يعمل بمقتضاها; ومنهم: من لا يعقل حقيقتها; وأعجب من ذلك: من عرفها من وجه، وعاداها وأهلها من وجه; وأعجب منه: من أحبها وانتسب إلى أهلها، ولم يفرق بين أوليائها. وأعدائها; يا سبحان الله العظيم! تكون طائفتان مختلفتين في دين واحد، وكلهم على الحق! كلا والله {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [سورة يونس آية: 32] .

فإذا قيل: التوحيد زين، والدين حق، إلا التكفير والقتال; قيل: اعملوا بالتوحيد ودين الرسول، ويرتفع حكم التكفير، والقتال; فإن كان حق التوحيد الإقرار به، والإعراض عن أحكامه، فضلا عن بغضه ومعاداته، فهذا والله عين الكفر وصريحه; فمن أشكل عليه من ذلك شيء فليطالع سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه; والسلام عائد عليكم، كما بدا، ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015