فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يدعوه من دون الله، بأن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو أجرني; أو أنت حسبي أو أنا في حسبك، فكل هذا شرك، وضلال، يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل; فإن الله أرسل الرسل ليعبد وحده، لا يجعل معه إله آخر، والذين يجعلون مع الله آلهة أخرى، مثل الملائكة، أو المسيح، أو العزير، أو الصالحين، أو غيرهم، لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق; وإنما كانوا يدعونهم، يقولون: {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [سورة يونس آية: 18] ، فبعث الله الرسل تنهى أن يدعى أحد من دون الله، لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، انتهى.
وقال في الإقناع، في أول باب حكم المرتد: إن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، فهو كافر إجماعا.
وأما كلام الحنفية: فقال الشيخ قاسم في شرح: درر البحار: النذر الذي يقع من أكثر العوام بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء، قائلا: يا سيدي، إن رد غائبي، أو عوفي مريضي، أو قضيت حاجتي، فلك من الذهب، أو الطعام، أو الشمع، كذا وكذا، باطل إجماعا، لوجوه; منها: أن النذر للمخلوق، لا يجوز، ومنها: أنه ظن الميت يتصرف في الأمر، واعتقاد هذا كفر; إلى أن قال: وقد ابتلي الناس بذلك، ولا سيما في مولد الشيخ أحمد البدوي.