[ذكر بعض ما في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} ]
وقال الشيخ رحمه الله: ذكر بعض ما في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [سورة البقرة آية: 124] إلى الجزء.
ففي الآية الأولى مسائل:
الأولى: معرفة أنه تعالى حكيم لا يضع الأشياء إلا في مواضعها; لأنه ما جعله إماما إلا بعد ما أتم ما ابتلاه به; وسئل بعضهم: أيما الابتلاء أو التمكين؟ فقال: الابتلاء ثم التمكين.
الثانية: إذا كان يبتلي الأنبياء هل يفعلونه أم لا، فكيف بغيرهم؟
الثالثة: الثناء على إبراهيم بأنه أتم الكلمات التي ابتلاه بها ; وقيل: إن الله لم يبتل أحدا بهذا الدين فأتمه إلا إبراهيم، ولهذا قال: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [سورة النجم آية: 37] .
الرابعة: أنه سبحانه جازاه على ذلك بأمور: منها: أنه جعله للناس إماما ; ولما علم - عليه السلام - كبر هذه العطية، سألها للذرية: وهي الخامسة.
السادسة: أن الله أجابه أن هذه المرتبة لا ينالها ظالم، ولو من ذرية الأنبياء.
السابعة: أن هذا يدل على أن الإمامة في الدين تحصل لغير الظالم، فليست بمختصة.
الثامنة: معرفة قدر هذه المرتبة التي أكرم بها، وهي: الإمامة في الدين.
وأما الآية الثانية، ففيها مسائل:
الأولى: كونه سبحانه جعل البيت الذي بناه إبراهيم مثابة، مع المشاق العظيمة، وذلك من الآيات.
الثانية: أنه