ويدينون بعبادة الله في العابدين، والنصيحة لجميع المسلمين، واجتناب الكبائر، والزنى، وقول الزور، والمعصية، والفخر، والكبر والإزراء على الناس والعجب.

ويرون مجانبة كل داع إلى بدعة، والتشاغل بقراءة القرآن، وكتابة الآثار، والنظر في الفقه، مع التواضع والاستكانة، وحسن الخلق وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة والنميمة والسعاية، وتفقد المأكل والمشرب.

فهذه جملة ما يأمرون به، ويعتقدونه ويرونه؛ وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل. انتهى ما ذكره شيخنا، الشيخ عبد اللطيف، رحمه الله تعالى، وعفا عنه.

فإذا عرفت هذا وتحققته، وعلمت أنه لم يخرج رحمه الله عن طريقة السلف، وما درج عليه العلماء الأمناء بعدهم، على ما يعتقدونه ويقولونه، بل كان على ما كانوا عليه، من تقرير توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقديم قوله على قول كل أحد، كائنا من كان،

وأنه كان على ما كانوا عليه، من مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والأمر بالصبر على البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضى بمر القضاء، وحسن الجوار، والإحسان إلى الأيتام والمساكين وابن السبيل، والنهي عن الفخر والخيلاء والبغي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015