من كان يصرف للمخلوق دعوته ... وكان يندب للأموات أحيانا

يدعوهمو باعتقاد منه أنهمو ... يفرجون عن المكروب أحزانا

وما تنقص خير المرسلين ولم ... يبح له حرمة ترجى ولا شانا

بل كان يرعى حقوق المصطفى وكذا ... للأمر منه والنهي الذي بانا

يرعى لحرمته يقضي بسنته ... يدعو لأمته بالخير إحسانا

لكنه لا يرى أن تجعلوه له ... شركا مع الله جل الله مولانا

ما ذاك حق له والله حذرنا ... عن ذا يقينا بذكرى آل عمرانا

كذا الشفاعة منه ليس يحرمها ... إلا جهول بمحض الشرك قد دانا

كمثلكم يا ذوي داود إنكمو ... جعلتمو أولياء الله أوثانا

تنسون خالقكم في كل حادثة ... وتذهبون إلى الأموات سرعانا

هذا لديكم شهيرا ليس ينكره ... يا أغلف القلب إلا جاحدا بانا

هذا هو الشرك قد أعليت ذروته ... وسوف تصبح يوم الدين ندمانا

كذا النداء عبادات أما لك من ... وقف على واضح القرآن إمعانا

فيه الدعا والندا لا فرق بينهما ... حقا بهذا كتاب الله أنبانا

في الأنبياء كذا في مريم ذكرا ... وجاء لفظ الدعا في آل عمرانا

في تلو ياسين نادى نوح مرسله ... كذاك في اقتربت منه الدعا كانا

كذاك ذو النون نادى عند شدته ... سماه طه دعاء جاء تبيانا

وآية هي في الكفار قد نزلت ... تأتي يقينا على من جاء كفرانا

من كان يقصر آيات الكتاب على ... أسباب إنزالها قد نال خسرانا

فالاعتبار عموم اللفظ قال بذا ... من شاد للملة السمحاء أركانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015