[جواب الشيخ أبا بطين عما يورده بعضهم أن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون]

قال الشيخ العالم المبجل عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، رحمه الله تعالى.

بسم الله الرحمن الر حيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فقد طلب مني بعض الإخوان، أن أكتب له جوابا عما يورده بعض الناس، من قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب " 1، ويستدلون به على استحالة وقوع شيء من الشرك في جزيرة العرب، والحديث المروي " يا عباد الله احبسوا".وعما يورده بعضهم من قوله صلى الله عليه وسلم لأسامة: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " 2، وقوله: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله " 3؛ ويستدل بذلك على أن من قال: لا إله إلا الله لا يجوز قتاله.

الجواب: أما قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب " 4، فيقال أولا: من المعلوم بالضرورة، أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم يدعو إلى التوحيد، وهو توحيد الألوهية، وينهى عن الشرك، وهو عبادة غير الله.

وأما الشرك في الربوبية، فمن المعلوم بنصوص الكتاب أن المشركين الذين بعث إليهم رسول الله، وقاتلهم، يقرون بتوحيد الربوبية، وأن شركهم إنما هو في توحيد العبادة، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015