باسمه، وقصد السفر إلى بيته من المكانات البعيدات، فهذا من وحي الشيطان وزخرفته، التي ألقاها على ألسن المشركين، فجمع لهم الشرك، وتعظيمه والغلو فيه، والبدع والضلالات، وكل هذا باطل ما أنزل الله به من سلطان {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم آية: 23] .

وأما سؤاله: عن رجل بنى في جوار قبر صالح، لإفاضة الفيوضات عليه، وإصابة البركات، ورجل جلس مرابطة على قبر صالح،

فالجواب: من أخبر هذا المغرور، أن بركة هذا المدفون تفيض عليه؟! وهذا من جنس ما قبله مما زين الشيطان، وأجراه على ألسن المغرورين المفتونين الذين أعرضوا عن كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولما " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت; قال: أجعلتني لله ندا؟ قل: ما شاء الله وحده " 1.

وقال: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". وقد صان الله قبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن صار قبره في حجرته، حذرا من هذه الأمور التي نهى عنها، قالت عائشة: "ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا" وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والغلو! فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015