فأقول: أصحابي! أصحابي! فيقال: إنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري " 1 وفي رواية: فيُحَلَّؤُون 2.
وللبخاري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما أنا قائم على الحوض، إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم; فقلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله; قلت: فما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم; فقلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله; قلت: فما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم؛ ولا أراه يخلص منهم إلا مثل هملاء النعم " 3.
قلت: فدلت الأحاديث على أن في خير قرون الأمة من قد ارتد عن الإسلام; وذكر شيخ الإسلام أن ذلك وقع في طوائف، وصرح به في منهاج السنة وغيره؛ وأخبار هؤلاء الطوائف، وذكر مقالاتهم، وكفرياتهم مبسوط في كتب العلماء، وتواريخ الإسلام، لا يخفى ذلك إلا على من هو أجهل الناس بالعلم والعلماء، كهذا الجاهل البليد، الذي أخذ عن أشياخه عداوة التوحيد. فما أشبه حاله بمن قال الله فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}