به غاية التنقص؛ إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا، وأنهم يوالونهم عليه. وهؤلاء أعداء الرسل في كل زمان ومكان، وما أكثر المستجيبين لهم!

قال: وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر، إلا من جرد توحيده لله، وعادى المشركين في الله، وتقرب بمقتهم إلى الله، واتخذ الله وحده وليه وإلهه ومعبوده؛ فجرد حبه لله، وخوفه لله، ورجاءه لله، وذله لله، وتوكله على الله، واستعانته بالله، والتجاءه إلى الله، وأخلص قصده لله متبعا لأمره، متطلبا لمرضاته؛ إذا سأل سأل الله، وإذا استعان استعان بالله، وإذا عمل عمل لله؛ فهو بالله ومع الله، انتهى.

فرحم الله هذا الإمام وشيخه، فلقد بينا للناس حقيقة الشرك وطرقه وما يبطله; وما حديث ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " 1، ولم يقل فاسألني واستعن بي، فقصر السؤال والاستعانة على الله الذي لا يستحقه سواه، كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة آية: 5] ، فمن صرف ذلك لغير الله، فقد عصى الله ورسوله، وأشرك بالله.

وللمعترض كلام ركيك، لا حاجة لنا إلى ذكر ما فيه، وإنما نتتبع من كلامه، ما يحتاج إلى رده وإبطاله جنس ما تقدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015