وقد استدرج الله أهل الشرك بأمور تقع لهم، يظنونها كرامات، عقوبة لهم; وكثير منها أحوال شيطانية، أعانوا بها أولياءهم من الإنس، كما قد يقع كثيرا لعباد الأصنام; وما أحسن ما قال بعضهم شعرا:
تخالف الناس فيما قد رأوا ورووا ... وكلهم يدعون الفوز بالظفر
فخذ بقول يكون النص ينصره ... إما عن الله أو عن سيد البشر
وقد حاول هذا الجاهل المعترض صرف أبيات البردة عما هو صريح فيها، ونص فيما دلت عليه من الشرك في الربوبية والإلهية، ومشاركة الله في علمه وملكه؛ وهي لا تحتمل أن تصرف عما هي فيه من ذلك الشرك والغلو، فما ظفر هذا المعترض من ذلك بطائل؛ غير أنه وسم نفسه بالجهل والضلال، والزور والمحال؛ ولو سكت لسلم من الانتصار لهذا الشرك العظيم، الذي وقع فيه.
وأما قول المعترض: ورد في الحديث: لولا حبيبي محمد، ما خلقت سمائي ولا أرضي، ولا جنتي ولا ناري، فهذا من الموضوعات، لا أصل له؛ ومن ادعى خلاف ذلك، فليذكر من رواه من أهل الكتب المعتمدة في الحديث، وأنى له ذلك؟ بل هو من أكاذيب الغلاة الوضاعين.
وقد بين الله تعالى حكمته في خلق السماوات والأرض، في كثير من سور القرآن، كما قال في الآية التي