الصحابة; يراد به التسبب به، لكونه داعيا وشافعا مثلا; أو يكون الداعي مجيبا له، مطيعا لأمره، مقتديا به.

فيكون التسبب: إما بمحبة السائل واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته. ويراد به: الإقسام والتوسل بذاته؛ فهذا هو الذي كرهوه ونهوا عنه. وكذلك لفظ السؤال بشيء، قد يراد به المعنى الأول، وهو التسبب به، لكونه سببا في حصول المطلوب، وقد يراد به الإقسام. ومن الأول حديث الثلاثة الذين أووا إلى غار، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما، فإن الصخرة انطبقت عليهم، فقالوا: ليدْعُ كل رجل منكم بأفضل عمله، فدعوا الله بصالح أعمالهم لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله، ويتوجه به إليه ويسأل به؛ وهؤلاء دعوه بعبادته، وفعل ما أمر به من العمل الصالح، وسؤاله والتضرع إليه.

ومن هذا ما يذكر عن "فضيل بن عياض، أنه أصابه عسر البول، فقال: بحبي إياك إلا فرجت عني، ففرج عنه"، وكذلك دعاء "المرأة المهاجرة، التي أحيا الله ابنها، قالت: اللهم إني آمنت بك وبرسولك، وهاجرت في سبيلك، وسألت الله أن يحيي ولدها"، وأمثال ذلك، وهذا كما قال المؤمنون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [سورة آل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015