التوسل والتوجه به، وبالعباس وغيرهما في كلامهم هو التوسل، والتوجه بدعائه وبدعاء العباس، ودعاء من توسلوا به، وهذا مشروع بالاتفاق لا ريب فيه، انتهى كلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وفيما ذكرنا كفاية لمن نور الله قلبه، ومن أعمى الله قلبه لم تزده كثرة النقول إلا حيرة وضلالا {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [سورة النور آية: 40] .

فصل [توسل آدم بالنبي]

وأما قول القائل: وأما التوسل، فقد أخرج الحاكم في مستدركه وصححه، أن آدم توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وورد: اللهم بحق نبيك والأنبياء قبلي، ولا أدري من خرجه ; فأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فقد رأيت لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قدس الله سره، ونور رمسه، نقلا في جواز ذلك عن ابن عبد السلام، فبقي الكلام في النداء وفي غيره من الأنبياء، وفي معاني الأحاديث الأخر، وما حكمها؟ وما الحجة القابلة لما يقولون، المخصصة لما يعممون؟

وأما التوسل بغير الأنبياء، فيوردون: "أن عمر توسل بالعباس في الاستسقاء فسقوا، وطفق الناس يتمسحون به،" ويقولون: هذا الوسيلة إلى الله، فأما أول القصة فهي في البخاري، وهي لدينا بحمد الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015