بل بلغني: أن بعض من يدعي طلب العلم، يحتج بقول شاذ مطرح، وهو: أن لولي الأمر أن يستعين بالمشرك عند الحاجة، ولم يدر هذا القائل، أن هذا القول يحتج قائله بمرسل ضعيف، مدفوع بالأحاديث المرفوعة الصحيحة، وأن قائله اشترط: أن لا يكون للمشركين رأي في أمر المسلمين، ولا سلطان، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) النساء 41 فكيف بما هو أعظم من ذلك وأطم، من الانسلاخ الكلي، والخدمة الظاهرة لأهل الشرك.

إذا عرفت هذا، عرفت شيئا من جناية الفتن، وأن منها قلع قواعد الإسلام، ومحو أثره بالكلية، وعرفت حينئذ أن هذه الفتنة، من أعظم ما طرق أهل نجد في الإسلام، وأنها شبيهة بأول فتنة وقعت فيه، فالله الله في الجد والاجتهاد، وبذل الوسع والطاقة في جهاد أعداء الله، وأعداء رسله، قال تعالي: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) آل عمران 187، إلى أمثال ذلك في القرآن، يعرفها الخبير بهذا الشأن.

هذا ما عندي في هذه الحادثة، قد شرحته وبسطته، كما ذكرت لي: ما عندك؟ وأسأل الله أن يهديني، وإياك إلي صراط مستقيم، وأن يمن علينا وعليك بمخالفة أصحاب الجحيم، والسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015