عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار أبداً " 1، وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم " 2، وقال صلى الله عليه وسلم: " من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق " 3.
والأحاديث في فضل الجهاد، والترغيب فيه، كثيرة شهيرة؛ فسارعوا عباد الله إلى ما ندبكم الله إليه، ورغبكم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واغتنموا حضور المشاهد، التي يترتب عليها إعلاء كلمة الله، وإعزاز دينه؛ وإياكم والتخلف، والتكاسل والالتفات إلى من يثبط عن طرق الخير، ويعوق عن موجبات السعادة الدنيوية والأخروية!
وقد ذم الله المتخلفين عن الجهاد في سبيله، وعابهم، فقال تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} [سورة الفتح آية: 11] ، فاعتذروا بالاشتغال بالأهل والأموال عن حضور الجهاد، {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [سورة الفتح آية: 11] . وقال تعالى حاكياً عن المنافقين، بتخذيلهم وتثبيطهم للمؤمنين عن الجهاد في سبيل الله: {وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [سورة التوبة آية: 81] .
فلا يتخلف عن الجهاد إذا دعي إليه إلا منافق معلوم النفاق، فالحذر كل الحذر، من الإصغاء والالتفات إلى