ونهياً، لا على المنازل وكبر الأهلة، قال صلى الله عليه وسلم في الأمر: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته " 1، وقال في النهي:" لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه " 2. فالله المستعان.

وقد ابتلينا بمن بنى أمره على التلبيس والتشويش، والمخالفة أصلاً وفرعاً، حتى حكموا بالصوم بارتفاع المنْزلة، وأوجبوا ذلك على الناس، وهم قد دخلوا في العبادة بصيام شك؛ فالزم السنة واصبر نفسك، {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} [سورة الروم آية: 60] .

[رؤية الهلال]

سئل بعضهم: ما قولكم، رحمكم الله، إذا رأى الهلال أهل بادية وأهل بلدة أخرى، هل يلزم من لم يره الصيام؟ وما الدليل على ذلك؟ والمحتج بحديث كريب بأن الصيام على من لم يره، مصيب أم لا؟ أفتونا، أثابكم الله.

الجواب: الحمد لله الموفق للهدى الملهم للصواب، فقولنا، معشر المسلمين: أن الهلال إذا رآه أهل بادية، ولو رجلاً واحداً، أو أهل بلدة، ولم يره أهل البلدة الأخرى، لزم الجميع الصيام؛ ومن أفطر لزمه القضاء.

والدليل على ذلك: هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفعله: روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس، قال: " تمارى الناس في رؤية هلال رمضان، فقال بعضهم: اليوم، وقال بعضهم: غداً، فجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه رأى الهلال،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015